حقيقة نجاح زراعة البن في مصر
أعلن مركز بحوث البساتين في مدينة القناطر الخيرية، التابع لوزارة الزراعة المصرية، عن تحقيق إنجاز مهم في مجال الزراعة، حيث نجح المركز في زراعة أشجار البن، مما أثار حماس وترحيبًا واسعًا، لا سيما عبر منصات التواصل الإجتماعي.
على الرغم من هذا النجاح، يشير الخبراء إلى أن زراعة البن تواجه تحديات عديدة وكبيرة أبرزها الشروط البيئية الضرورية لنمو زراعة البن حيث يُعتبر المناخ المصري بشكل عام غير مثالي لزراعة البن، ولكن يبدو أن مركز بحوث البساتين قد وجد طرقًا للتغلب على هذه العقبات.
تطورات جديدة في زراعة البن بمصر
في تطور مثير للإعجاب، تمكن الباحثون المصريون من تحقيق نتائج مبهرة في زراعة البن بالأراضي المكشوفة، وذلك لأول مرة وبشكل تقليدي، و كانت زراعة البن تحتاج إلى ظلال أشجار المانجو والنخيل لتوفير الظروف المثالية من الظل والرطوبة لزراعة البن.
لكن الآن، بفضل الأساليب الزراعية المبتكرة وبرامج التغذية السمادية المتقدمة، نجح الفريق البحثي في الوصول إلى إنتاجية مذهلة تبلغ 1.5 طن للفدان، هذا الإنجاز يعد خطوة كبيرة نحو تحسين الإنتاج الزراعي وتقليل الإعتماد على الاستيراد.
التحديات البيئية لزراعة البن في مصر
يشير الدكتور نادر نور الدين، الخبير الدولي في مجال الغذاء والحبوب، إلى أهمية التنوع البيئي الذي خلقه الله في الكون، فلكل منطقة حاصلاتها الزراعية المميزة التي تتناسب مع طبيعتها البيئية، مما يشجع على التعاون بين البشر في مختلف المناطق.
وفقًا لـ نور الدين تحتاج زراعة البن إلى مناخ استوائي يتميز بدرجات حرارة لا تتجاوز 30 درجة مئوية وأمطار صيفية غزيرة. كما أن البن والشاي يفضلان النمو في المرتفعات والهضاب وقمم الجبال التي تتمتع بمناخ صيفي ممطر.
وتعتبر هذه المتطلبات تحديًا في مصر، حيث يختلف المناخ المصري عن المناخ الاستوائي المثالي لزراعة البن، ومع ذلك فإن النجاحات الأخيرة في زراعة البن تظهر أنه من الممكن التغلب على هذه التحديات بالبحث والابتكار.
أهمية توطين زراعة البن في مصر
توطين زراعة البن في مصر له تأثير إيجابي كبير على الإقتصاد المصري، حيث أن مصر تستورد البن بقيمة تصل إلى 294 مليون دولار سنويًا، أي ما يعادل أكثر من 14 مليار جنيه مصري، تقليل الإعتماد على الاستيراد يساعد في الحفاظ على رصيد الدولة من العملة الأجنبية، وهو أمر حيوي خاصة مع تزايد استهلاك القهوة في مصر.
الدكتور أيمن حمودة، مدير معهد البساتين، أشار إلى أن الأبحاث الزراعية مستمرة لتحسين العمليات الفنية المتعلقة بزراعة البن. و يتضمن ذلك زيادة التكاثر للبن باستخدام تقنيات متقدمة لتقصير فترة الإنبات، مما يسرع من عملية الإنتاج.
في إطار المشروعات القومية للزراعة، تمكنت مناطق زراعية في القناطر من حصاد 120 ألف شتلة للبن خلال الأسابيع الماضية هذا الإنجاز يُعد تحولًا تاريخيًا لمصر لتصبح دولة منتجة للبن، مما يفتح آفاقًا جديدة للمحاصيل الزراعية المطلوبة محليًا وعالميًا ويدعم النمو المستمر لهذا القطاع الحيوي.
الواردات والاستهلاك في السوق المصري وفرص مصر في توطين زراعة البن
مصر تستورد حوالي 77 ألف طن من البن سنويًا، مما يعكس حجم السوق الاستهلاكي الضخم للقهوة بمختلف أنواعها، هذا الاستيراد يمثل عبئا اقتصاديًا، خاصة في ظل الأزمات العالمية التي تؤثر على الصادرات والواردات وتسبب اضطرابات في سلاسل الإمداد.
العالم يواجه تحديات متزايدة في مجال التجارة الدولية، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الشحن والإنتاج، التغير المناخي يؤثر أيضًا على زراعة البن على مستوى العالم، حيث تتأثر بلدان مثل البرازيل، أكبر مصدر للبن، بالجفاف الشديد الذي يقلل من المعروض في الأسواق الدولية ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
في النهاية هل نجحت زرعة البن في مصر أم لا
أكد حسن فوزي، رئيس شعبة البن بغرفة تجارة القاهرة، على أهمية التريث قبل إصدار حكم نهائي على تجربة زراعة البن في مصر، و يشير إلى أن الوقت لا يزال مبكرًا لتقييم النتائج بشكل كامل، وأنه من الضروري انتظار تحليل تكلفة الإنتاج وتقييم جودة المحصول.
و يُعرب فوزي عن أمله في نجاح التجربة، مشيرًا إلى الفوائد الإقتصادية الكبيرة المحتملة، كما يُشدد على أن زراعة البن محليًا قد توفر ملايين الدولارات التي تُنفق حاليًا على الاستيراد، وقد تفتح الباب أمام إمكانية التصدير في المستقبل.
و يُعبر أيضاً عن تفاؤله بأن البن المصري قد يجد مكانًا مناسبًا في السوق المحلي ويُلبي ذوق المستهلك المصري، مما يُسهم في تعزيز الإقتصاد الوطني ويُحقق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال الحيوي.