أخر الاخبار

مشروع تطوير الريف المصري.

 مشروع تطوير الريف المصري.

يدرك الرئيس عبد الفتاح السيسي تمامًا أن تنمية حقيقية تعتمد أساسًا على تطوير الإنسان، ولذلك كان ضروريًا إعادة تأهيل الريف المصري في جميع المحافظات بشكل شامل في مختلف المجالات والقطاعات. وعليه دعا الرئيس السيسي في 2 يناير 2019 جميع مؤسسات وأجهزة الدولة لتوحيد الجهود وإطلاق مبادرة وطنية على مستوى البلاد لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية المحتاجة بشدة.

مبادرة حياة كريمة.

مبادرة حياة كريمة.

تمتاز هذه المبادرة بطابعها المتعدد في جوانبها وتكاملها في مظاهرها، وتستمد روح هذه المبادرة من مسؤولية حضارية وأبعاد إنسانية قبل كل شيء.إنها مبادرة تتجاوز حدودها كونها مبادرة بحد ذاتها، فهدفها يتعدى تحسين ظروف المعيشة والحياة اليومية للمواطن المصري. بل إنها تسعى أيضًا للتدخل العاجل لتكريم الإنسان المصري والحفاظ على كرامته 
 فهذا المواطن الذي تحمل عبء الإصلاح الاقتصادي والذي كان داعمًا قويًا للدولة المصرية في مسيرتها نحو البناء والتنمية، حيث يعتبر المواطن المصري الحقيقي البطل الذي تحمل جميع الظروف والتحديات بتفانٍ وإخلاص وحب للوطن.


وبناءً على ذلك، تم اتخاذ إجراءات واسعة النطاق للمرة الأولى في أي دولة على مستوى العالم، وذلك ضمن إطار التكامل وتوحيد الجهود بين مؤسسات الدولة الوطنية والقطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء التنمية في مصر. فما تسعى لتحقيقه هذه المبادرة من تقديم حزمة متكاملة من الخدمات، تشمل جوانب صحية واجتماعية ومعيشية مختلفة، يعتبر ذلك تحملاً هائلاً يتشاركه جميع الجهات المعنية بهذه المبادرة، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني وشركاء التنمية، بهدف تقديم الدعم والمساعدة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا. وذلك لتمكينها من العيش حياة أفضل تستحقها وضمان حياة كريمة لها.


تأتي مبادرة حياة كريمة كأحد الإنجازات البارزة والمهمة، حيث تجمع بين جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص بهدف مكافحة الفقر المتعدد الأبعاد وتوفير حياة كريمة تعزز التنمية المستدامة للفئات الأكثر احتياجًا في محافظات مصر.تسعى المبادرة أيضًا إلى تقليل الفروق التنموية بين المدن والقرى والمناطق الريفية، وتركز على استثمار تنمية الإنسان وتعزيز قيمة الفرد المصري.

بدأت فكرة مبادرة حياة كريمة.

 عندما قام الشباب المتطوع بتقديم رؤيتهم وأفكارهم في المؤتمر الأول للمبادرة، الذي عُقد على هامش المؤتمر الوطني السابع للشباب في 30 يوليو 2019. وعلى إثر ذلك، تأسست مؤسسة "حياة كريمة" في 22 أكتوبر 2019 من قِبل شباب متطوعين، وقدمت نموذجًا فريدًا يمكن أن يُحتذى به في العمل التطوعي.

تهدف المؤسسة إلى التدخل الإنساني لتنمية وتكريم الإنسان المصري وحفظ كرامته وحقه في العيش الكريم، وتسعى لإحداث تغيير ملموس من خلال دمج كافة الجهود الخيرية والتنموية وللمرة الأولى، وباستخدام قوة وشغف الشباب المصري المتطوع في العمل الخيري والتنموي، تعمل مؤسسة "حياة كريمة" كقائد ومثال يُحتذى به في مجال العمل التطوعي.

الأهداف الأساسية لمبادرة حياة كريمة.

منذ بداية إطلاق المبادرة، كانت هناك مجموعة من الأهداف الأساسية التي تسعى الدولة لتحقيقها. تشمل هذه الأهداف الي.
  • إلى تخفيف الأعباء عن المواطنين في التجمعات الأكثر احتياجًا في المناطق الريفية والمناطق العشوائية في المدن.
  • هدف المبادرة هو تحقيق التنمية الشاملة في التجمعات الريفية ذات أعلى احتياجات، من خلال العمل على القضاء على الفقر من جوانبه المتعددة، وتوفير حياة كريمة ومستدامة للمواطنين في جميع أنحاء البلاد.
  • رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للأسر المستهدفة.
  • تهدف المبادرة إلى خلق فرص عمل تعزز استقلالية المواطنين وتحفزهم على تحسين مستوى المعيشة.
  • إشعار المجتمع المحلي بتحسينات إيجابية في مستوى معيشتهم.
  • تهدف المبادرة إلى تنظيم المجتمع المدني وتعزيز الثقة في مؤسسات الدولة بشكل شامل.
  • الاستثمار في تنمية الإنسان المصري.
  • سد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعها.
هذه الأهداف تعكس التزام الحكومة والمؤسسات المشاركة بتحسين حياة المواطنين وتعزيز التنمية الشاملة في مصر.

سعت المبادرة أيضًا إلى تحقيق عدد من المبادئ الأساسية، من بينها.

تضافر جهود الدولة مع خبرة مؤسسات المجتمع المدني ودعم المجتمعات المحلية: تم التركيز على تعزيز التعاون والتنسيق بين الدولة والمؤسسات غير الحكومية والمجتمعات المحلية، بهدف تحقيق تحسينات ملموسة في حياة المواطنين المستهدفين ومجتمعاتهم.

تعزيز الحماية الاجتماعية: تُولي المبادرة اهتمامًا كبيرًا لتعزيز الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا، وتعمل على توفير الدعم والخدمات الضرورية لتلك الفئات لتحسين جودة حياتهم وتحقيق التنمية المستدامة.

توزيع التنمية بشكل عادل: تم التركيز على ضمان توزيع فوائد التنمية بطريقة عادلة، بحيث يستفيد جميع المواطنين بغض النظر عن خلفياتهم أو موقعهم الجغرافي.

توفير فرص عمل وتعزيز استقلالية المواطنين: تم التركيز على توفير فرص عمل مستدامة، وتعزيز استقلالية المواطنين وتشجيعهم على تحسين مستوى معيشتهم ومستوى حياة أسرهم ومجتمعاتهم المحلية
 سعت المبادرة إلى تحقيق هذه المرتكزات الرئيسية بهدف تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق حياة كريمة للمواطنين في مصر.

الشفافية في تداول المعلومات: تسعى المبادرة لتعزيز الشفافية والنزاهة في تبادل المعلومات والبيانات المتعلقة بالمبادرة وأنشطتها، وذلك لضمان الشفافية والمصداقية في العمل.

الالتزام والتعهد: تشجع المبادرة كافة الشركاء المشاركين للقيام بدورهم بمسؤولية وفقًا لمنهجيات العمل ومعايير الخدمة المتفق عليها، وذلك لضمان تنفيذ فعال للمبادرة وتحقيق نتائج إيجابية.
دعم اللامركزية: تعمل المبادرة على تعزيز مبدأ اللامركزية من خلال تفويض السلطة وتوفير مرونة أكبر في اتخاذ القرارات، وذلك لتحقيق التوازن وتقريب المسافة بين مختلف مستويات اتخاذ القرار.

النزاهة في أداء الخدمة: تسعى المبادرة إلى ضمان أن يتم تقديم الخدمات المقدمة للمستحقين بنزاهة وعدالة، وأن تصل إلى الفئات المستهدفة بطريقة منصفة.

تم تحديد محاور العمل للمبادرة من أجل تحقيق أهدافها، وتشمل

سكن كريم: يتضمن رفع كفاءة المنازل وبناء أسقف للمنازل المتهالكة، وإنشاء مجمعات سكنية في القرى التي تعاني من ضعف البنية التحتية. كما يشمل توفير وصلات للمياه والصرف الصحي والغاز والكهرباء داخل المنازل، بهدف تحسين ظروف السكن وتوفير بيئة صحية وآمنة للمواطنين.

تعزيز البنية التحتية: تهدف المبادرة إلى تعزيز البنية التحتية في المشروعات الصغيرة وتمكين التعاونيات الإنتاجية في القرى، وذلك من خلال توفير الدعم المالي والتقني لتطوير المشاريع الصغيرة وتعزيز الاقتصاد المحلي.

خدمات طبية: تشمل بناء مستشفيات ووحدات صحية وتجهيزها بالمعدات الطبية وتوظيف الكوادر الطبية المؤهلة. كما تتضمن إطلاق قوافل طبية لتقديم خدمات صحية متنقلة، بما في ذلك توفير أجهزة تعويضية للأشخاص ذوي الإعاقة مثل سماعات ونظارات وكراسي متحركة وعكازات.

خدمات تعليمية: تشمل بناء وتحسين المدارس والحضانات، وتجهيزها بالموارد التعليمية اللازمة، وتوفير الكوادر التعليمية المؤهلة. كما تهدف إلى إنشاء فصول لمحو الأمية لتعليم الكبار الذين لم يتمكنوا من الحصول على تعليم كافي في الماضي.
تركز المبادرة على هذه المحاور لتحقيق تحسينات نوعية في حياة المواطنين المستهدفين.

المراحل الثلاثة لتنفيذ المبادرة.

تم تحديد ثلاث مراحل لتنفيذ المبادرة بهدف تحقيق نسب عالية من التنفيذ والإنجاز. تتضمن المرحلة الأولى من المبادرة القرى ذات معدلات فقر تزيد عن 70٪، وهي القرى الأكثر احتياجًا التي تتطلب تدخلات عاجلة. أما المرحلة الثانية، فتستهدف القرى ذات معدلات فقر تتراوح بين 50٪ و 70٪، وهي القرى الفقيرة ولكن بمستوى صعوبة أقل مقارنة بالمرحلة الأولى. فيما يتعلق بالمرحلة الثالثة، تستهدف المبادرة الآن القرى التي يكون معدل الفقر فيها أقل من 50٪، وتواجه تحديات أقل في جهودها للتخلص من الفقر.


تم تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة في 377 قرية تعاني من أعلى معدلات الفقر، حيث تتجاوز نسبة الفقر فيها 70٪، وبلغ عدد الأسر المستهدفة 756,000 أسرة (حوالي 3 ملايين فرد) في 11 محافظة. يهدف المشروع إلى توفير تدخلات عاجلة لتحسين جودة حياة سكان الريف المصري من خلال تطوير 4,584 قرية تمثل نسبة 58٪ من إجمالي سكان مصر، وذلك بتكلفة تقديرية تبلغ حوالي 700 مليار جنيه.
محمود نادي
بواسطة : محمود نادي
موقعنا يقدم لك تجربة متميزة و محتوي فريد وذو قيمة لك وموقع مصر العظمي متخصصة في الشئون الإقتصادية والعسكرية و الإخبارية والمالية وتطوير الذات.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-