أخطر عملية للمخابرات المصرية؟
في عام 1972 وفي مبني المخابرات المصرية تم تسليم برقية سرية لأحد أفراد المخابرات يسمي محمد الفولي قام محمد الفولي بفتح البرقية ليجد بداخلها جملة ( الجنرال بن عمتاي يقيم حفلا بمناسبة عيد ميلاده)
قد نجد الرسالة المكتوبة في البرقية غريبة نوعا ما وخاصة الإسم ولكن عندما قرأ محمد الفولي البرقية إبتسم بشدة وأخذ نفس عميق وقال بالنص الحمد لله وربنا يكملها علي خير
معني البرقية وسبب الإبتسامة لضابط المخابرات محمد الفولي؟
وسنعرض لكم معني البرقية وسبب الإبتسامة لضابط المخابرات محمد الفولي, في فترة البرود السياسي أو ما يسمي اللا سلم واللا حرب عام 1972 قد أعلن السادات سنة الحسم وقد أعلن وبشكل رسمي أن بلاده ستخوض حرب وبعدها ظل اشهر ولم تحدث حرب كما قال إلي أن غضب الشارع
المصري ووصفو السادات بالمتخاذل والغير قادر علي إسترداد الأرض إلخ إلا أن السادات كان سعيد بما يحدث لأن ذلك يسير كما هو مخطط له بما يعرف بخطة الخداع الإستراتيجي,
كانت هناك تحركات من ضباط المخابرات المصرية لمعرفة معلومات كبيرة وحساسة عن الضباط والجنرالات الإسرائيليين وقد نجحو في ذلك بالفعل إلا ضابط واحد يسمي بن عمتاي كان هذا الضابط مسؤول عن أخطر قطاع في الجيش الإسرائيلي وهو قطاع الأمن والإستطلاع داخل سيناء
الجنرال بن عمتاي؟
ومن صفات هذا الضابط هو الذكاء والإكتئاب والخبث ومعاملته الشديدة وكان قليل الكلام وهذا يزيد من صعوبة أخذ أي معلومة منه وظل جهاز المخابرات المصري 6 اشهر يحاول جمع أي معلومات عنه ولكن بدون جدوي حتي قام مديرمخابرات الجهاز المصري بتسليم الملف للضابط المصري محمد الفولي
وكان معروف بحدة ذكائه وقدرته الجبارة علي معرفة معلومات حساسة عن الجنرالات الإسرائيليين وتم تكليف محمد الفولي بمهمة جمع المعلومات عن قطاع الأمن والإستطلاع في سيناء
وظل محمد الفولي يقرأ في الملف حتي الفجر وستنتج من الملف أن بن عمتاي حصن منيع ولا يمكن إختراقه ولكن بن عمتاي كانت له زوجة وهي نقطة ضعفه وكانت تسمي انابيلا وكانت زوجته ضعيفة الشخصية وكانت كئيبة ولا تمتلك أي صداقات.
إختراق انابيلا زوجة بن عمتاي؟
قام محمد الفولي بجمع ضباطه وقامو بمناقشة كيفية إختراق تلك المرأة وقامو بطرح فكرة وهي بما أن هذه المرأة لاتمتلك صداقات فنزرع لها صديقة وعن طريق الصديقة نستطيع إختراق تلك المرأة
ويجب أن تكون الصديقة دي شخصية مهمة جداً علي سبيل المثال أن تكون زوجة أحد الجنرالات الإسرائيليين حتي تطمئن انابيلا والجنرال بن عمتاي لتلك الصديقة
المخابرات المصرية تبحث عن فتاة مناسبة؟
وظلت المخابرات المصرية تبحث عن فتاة مناسبة لتلك المهمة إلي أن ان وجدو فتاة تسمي كيتي وكيتي كانت زوجة أحد الجنرالات الإسرائيليين وهذا الجنرال كان يمتلك سلطة ونفوذ وكيتي كانت شخصية مستهترة ومتعددة العلاقات وكانت من ضمن علاقاتها شاب وسيم يعمل ضابط لدي الجيش الاسرلئيلي وكان منصبه إداري مهمش
وعلمو ضباط المخابرات المصرية ان تلك الشابة تستغل غياب زوجها لمقابلة هذا الضابط الوسيم في مكان سري وظلت المخابرات المصرية مراقبة كيتي لفترة من الوقت إلي أن علمت المخابرات المصرية أن زوج كيتي مسافر الي خط برليف مع بعض الجنرالات الإسرائيليين وكيتي قامت باستغلال الفرصة وذهبت لمقابلة الضابط الوسيم
وقضو وقت طويل مع بعض إلي آخر الليل ثم بعد ذلك كيتي والضابط غادرو المكان الذي كانو يسهران فيه وذهبت كيتي لركوب سياراتها تفاجئت كيتي بركوب شابة فرنسية وبدون أي إستئذان ركبت بجانبها في السيارة لتعطيها ظرف به رقم هاتف وقالت لها الفرنسية باللغة العبرية قومي بالاتصال علي هذا الرقم الذي بداخل الظرف.
تجنيد كيتي لصالح المخابرات المصرية؟
كيتي إرتبكت جداً جداً وذهبت مسرعة بسيارتها إلي المنزل لتفتح الظرف وكانت المفاجئة داخل الظرف وهي صور لها هي والظابط في أوضاع مخلة خافت جداً جداً أن تصل تلك الصور إلي زوجها فقامت بالإتصال بالرقم الذي داخل الظرف رد عليها شخص يتحدث باللغة العبرية قال لها بالعبري
أنا في انتظارك عند السينما غداً وغداً ستعرفين كل شئ ووصف لها المكان وبالفعل ذهبت كيتي إلي المكان في اليوم التالي وبعد ساعة كاملة من الانتظار وصل إليها شخص وقال لها باللغة العبرية وهو مبتسم إطمني نحن لا نريد منك أي شئ صعب كل إلي مطلوب منك هو تكوين صداقة مع انابيلا زوجة بن عمتاي
فندهشت وحاولت الإستفسار عن صورها ولماذا أقيم صداقة مع انابيلا قال لها هذا الشخص بحدة انت لست مطلوب منك الإستفسار وإلا سنرسل الصور لزوجك وبعد شهرين تأكدت المخابرات المصرية أن كيتي مطيعة جداً للأوامر ثم بعد ذلك أعطت المخابرات المصرية الإشارة لكيتي في البدأ في المهمة وبدأت كيتي في تكوين صداقتها مع انابيلا زوجة بن عمتاي وسرعان ما أصبحو أصدقاء
وفي يوم من الايام قالت كيتي لأنبيلا يجب أن تكوني إجتماعية أكثر كمثل زوجات الجنرالات الأخريات وفي يوم من الأيام كانت كيتي وأنبيلا يجلسان مع بعض ويتحدثان كأصدقاء فقالت أنبيلا لكيتي أن عيد ميلاد زوجها بن عمتاي قريب وقامت كيتي مباشرة بإبلاغ ضابط المخابرات المصري على تلك المعلومة المهمة وهي إقتراب عيد ميلاد الجنرال بن عمتاي ثم أعطاها ضابط المخابرات التعليمات كالتالي
وهي عليكي الإلحاح على أنابيلا بإقناع زوجها بن عمتاي بقيام حفل عيد ميلاد مثل باقي الجنرالات وقامت كيتي بالفعل بإخبار أنابيلا بإقناع زوجها بقيام حفل عيد ميلاد وقامت أنابيلا بإقناع زوجها ووافق على قيام حفل عيد الميلاد ومن هنا أبلغت كيتي ضابط المخابرات المصري عن موافقة بن عمتاي على قيام حفل عيد الميلاد وقالت كيتي لضابط المخابرات المصري
أنها دورها إنتهي وتريد صورها قال لها ضابط المخابرات المصري أنت بالفعل دورك إنتهي وتبقى مهمة واحدة فقط ويتم تسليمك الصور والمهمة كالتالي وهي إقناع أنابيلا بأن تقوم بالإستعانة بمتجر حلويات مشهور وذلك من أجل تجهيزعيد الميلاد وهنا قال لها ضابط المخابرات المصري هذه هي آخر مهمة لك وملحوظة كيتي لا تعلم أنها تعمل مع ضابط مخابرات مصري
بالفعل كيتي قامت بإقناع أنابيلا بالإستعانة بمتجر حلويات ووافقت أنابيلا بالفعل ويرجع سبب موافقة أنابيلا على أي طلب أو إقتراح من كيتي هو ضعف شخصية أنابيلا وبالفعل قامت بإقناع زوجها ووافق على الإستعانة بمتجر حلويات كبير استعدادا لتجهيز حفل عيد الميلاد وقام محل الحلويات بإرسال طقم جرسونات وذلك من أجل الخدمة على الضيوف ووصل طقم الجرسونات يوم الحفلة
ومعهم كل مستلزمات حفل عيد الميلاد وكان من ضمن طاقم الجرسونات ضابط مخابرات مصري كان قد سبق وتم تعيينه في متجر الحلويات قبل البدأ في العملية منذ شهرين وتم تعيينه عن طريق شركة سياحة الذي كان يمتلكها البطل رأفت الهجان، وكانت الحفلة في أول أسبوع من شهر يناير عام 1973 وكان الحفل يسير بشكل طبيعي جداً وكان معزوم فيها كبار الجنرالات الإسرائيليين وكبار رجال الأعمال الإسرائيليين.
تنفيذ العملية بدقة عالية جدا؟
وكان ضابط المخابرات المصري يعمل بشكل جيد ويخدم على الضيوف بشكل دائم حتى تصل الفرصة المناسبة لتنفيذ مهمته والفرصة المناسبة هي غرفة الجنرال بن عمتاي وجاءت نهاية الحفل بإطفاء الشموع وتشغيل الأغاني والرقص
فستغل ضابط المخابرات المصري إنشغالهم بالحفل وقام بالتسلل لغرفة الجنرال بن عمتاي وزرع جهاز تسنط في حقيبة الجنرال بن عمتاي وقد سبق وتم تدريب ضابط المخابرات المصري على زرع أجهزة التنسط بكفاءة عالية،
وبعد إنتهاء الحفل وصل الظرف إلي ضابط المخابرات المصري فيها عبارة (كل سنة وأنت طيب) وظل جهاز التنسط يعمل داخل حقيبة الجنرال بن عمتاي التي هي موجودة في غرفته الإدارية وبهذا قد إستطاعت المخابرات المصرية إختراق أكبر جنرالات الجيش الإسرائيلي
وظل جهاز التنسط ينقل كافة المعلومات للمخابرات المصرية على مدار الساعة وحتى قيام حرب أكتوبر 1973 وبالمناسبة جهاز التنسط كان السبب في تكوين خلفية معلوماتية ضخمة وعلى أساسها تم رسم خطة الحرب في عام 1973 ونتهت بفوز الجيش المصري بمساعدة كبيرة جداً من المخابرات المصرية وسميت هذه العملية بعملية عيد الميلاد.