ما هو مشروع الضبعة للطاقة النووية؟
مشروع الضبعة للطاقة النووية هو مشروع لبناء أول محطة طاقة نووية في مصر، تقع في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح والتي تبعد حوالي 289 كم شمال غرب القاهرة. ستحتوي المحطة على 4 مفاعلات من طراز VVER-1200، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميجاوات.
وقعت مصر وروسيا إتفاقية تعاون مشترك لإنشاء المحطة في 19 نوفمبر 2015، بقيمة إجمالية تقدر بـ 28.5 مليار دولار. تم توقيع
العقود الأولية لبناء المحطة في نوفمبر 2017.
ما هي أهمية مشروع الضبعة النووي؟
تتمثل أهمية مشروع الضبعة النووي في كونه مشروعًا إستراتيجيا مهمًا لمصر، حيث يلبي العديد من الأهداف الوطنية، بما في ذلك:
تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء تتوقع مصر أن يرتفع الطلب على الكهرباء في البلاد بنسبة 8% سنويًا في السنوات القادمة، مما يتطلب إستثمارات كبيرة في مصادر الطاقة الجديدةو تعد الطاقة النووية أحد مصادر الطاقة التي يمكن أن تساعد في تلبية هذا الطلب المتزايد.خفض إعتماد مصر على مصادر الطاقة غير المتجددة حيث تعتمد مصر بشكل كبير على النفط والغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، مما يجعلها عرضة لتقلبات أسعار هذه الموارد. يمكن للطاقة النووية أن تساعد في خفض إعتماد مصر على هذه المصادر غير المتجددة.
توفير طاقة كهربائية موثوقة ومستدامة تتميز الطاقة النووية بأنها مصدر طاقة موثوق ومستدام، حيث يمكن أن تعمل المفاعلات النووية لمدة تصل إلى 60 عامًا.
نقل التكنولوجيا النووية إلى مصر سيساعد مشروع الضبعة النووي في نقل التكنولوجيا النووية إلى مصر، مما يمكن البلاد من تطوير قدراتها النووية في المستقبل.
خلق فرص عمل جديدة سيوفر مشروع الضبعة النووي فرص عمل جديدة في مصر، سواء أثناء فترة البناء أو بعد تشغيل المحطة.
مميزات وعيوب مشروع الضبعة النووية.
إنتاج طاقة كهربائية متجددة وصديقة للبيئة تتميز الطاقة النووية بأنها مصدر طاقة متجددة وصديقة للبيئة، حيث لا تنتج أي إنبعاثات ضارة.تقليل الإعتماد على مصادر الطاقة التقليدية سيساعد مشروع الضبعة في تقليل الإعتماد المصري على مصادر الطاقة التقليدية، مثل النفط والغاز الطبيعي.
تعزيز القدرات العلمية والتكنولوجية المصرية سيساهم مشروع الضبعة في تعزيز القدرات العلمية والتكنولوجية المصرية، من خلال تدريب المهندسين والعمال المصريين على التقنيات النووية الحديثة.
عيوب مشروع الضبعة النووية.
التكلفة العالية تبلغ تكلفة مشروع الضبعة 28.5 مليار دولار، وهو مبلغ كبير بالنسبة لمصر.المخاطر الأمنية تثير محطات الطاقة النووية مخاوف بشأن المخاطر الأمنية، مثل وقوع حوادث نووية.
الآثار البيئية قد يكون لمشروع الضبعة آثار بيئية ضارة، مثل تلوث الهواء والماء.
موعد افتتاح محطة الضبعة النووية.
ووفقًا للجدول الزمني المتفق عليه، من المقرر أن تدخل الوحدة الأولى من محطة الضبعة النووية الخدمة في عام 2028، ثم تتبعها الوحدات الأخرى وفي الواقع تسير أعمال البناء في المحطة بشكل جيد جداً ووفقًا للمخطط الزمني المتفق عليه.
كم تبلغ تكلفة محطة الضبعة النووية؟
كانت التكلفة المبدئية للمشروع تقدر بـ 20 مليار دولار، ولكن تم تعديلها بعد ذلك إلى 28.5 مليار دولار أمريكي بسبب إرتفاع أسعار المواد والعمالة. وتتوقع مصر أن تتمكن من تغطية تكاليف المشروع من خلال إيرادات الكهرباء التي ستنتجها المحطة. وتعد محطة الضبعة النووية أكبر مشروع استثماري في مصر منذ بناء السد العالي في ستينيات القرن الماضي.
آخر تطورات مشروع الضبعة.
في 9 أكتوبر 2023، أعلنت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء المصرية عن تركيب "مصيدة قلب المفاعل" في الوحدة الأولى من محطة الضبعة النووية. وتعد مصيدة قلب المفاعل هي حاوية توضع تحت قاع وعاء المفاعل لالتقاط المواد المشعة في حالة وقوع حادث نووي.
ويأتي هذا الإنجاز بعد الإنتهاء من الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الأولى في يوليو 2022، وبدء أعمال البناء في الوحدة الثانية في أكتوبر 2022.
ووفقًا للجدول الزمني المتفق عليه، من المقرر أن تدخل الوحدة الأولى من محطة الضبعة النووية الخدمة في عام 2028، ثم تتبعها الوحدات الأخرى.
وفيما يلي بعض التطورات الأخرى لمشروع محطة الضبعة النووية.
- في 24 يوليو 2023، أعلنت شركة "ترانسماش هولدينغ" الروسية عن توريد محركات لمحطة الضبعة النووية.
- في 19 نوفمبر 2022، أعلنت الهيئة المصرية للرقابة النووية والإشعاعية عن منح تصريح إنشاء الوحدة الثانية من محطة الضبعة النووية.
- في 21 يوليو 2022، تم الإنتهاء من الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الأولى من محطة الضبعة النووية.
- في 29 مارس 2023، أعلنت الهيئة المصرية للرقابة النووية والإشعاعية عن منح تصريح إنشاء الوحدة الثالثة من محطة الضبعة النووية.
بشكل عام، تسير أعمال البناء في محطة الضبعة النووية وفقًا للمخطط الزمني المتفق عليه.
الشركات المنفذة لمشروع الضبعة.
المقاول الرئيسي لمشروع الضبعة النووية هو شركة "روساتوم" الروسية، وهي شركة حكومية روسية لهندسة الطاقة النووية والبناء والتشغيل. تمتلك شركة "روساتوم" خبرة واسعة وكبيرة في بناء وتشغيل محطات الطاقة النووية، وهي مسؤولة عن تصميم وبناء وتشغيل محطة الضبعة النووية المصرية.
أما الشركات المصرية المنفذة للمشروع فهي.
- شركة "بتروجيت" للإنشاءات البترولية والغاز، وهي شركة مصرية حكومية تعمل في مجال الهندسة والإنشاءات والصيانة.
- شركة "المقاولون العرب" للإنشاءات، وهي شركة مصرية حكومية تعمل في مجال الهندسة والإنشاءات والصيانة.
- شركة "حسن علام" للإنشاءات، وهي شركة مصرية حكومية تعمل في مجال الهندسة والإنشاءات والصيانة.
وتهدف مصر من خلال تلك الشركات المصرية في تنفيذ مشروع الضبعة النووية إلى نقل التكنولوجيا النووية إلى مصر، وخلق فرص عمل جديدة في البلاد.
يواجه مشروع الضبعة للطاقة النووية عددًا من التحديات.
التحديات المالية تبلغ حيث تكلفة المشروع 28.5 مليار دولار، وهو مبلغ كبير بالنسبة لمصر. وقد تم تمويل المشروع من خلال قرض روسي بقيمة 25 مليار دولار، بالإضافة إلى مساهمة مصرية بقيمة 5 مليارات دولار. ومع ذلك، فإن مصر لا تزال تواجه تحديات مالية كبيرة في المشروع ولكن مصر ستتم هذا المشروع لأهميته الكبري.التحديات الفنية يعد مشروع الضبعة أول مشروع نووي في مصر، مما يمثل تحديًا فنيًا كبيرًا.
التحديات البيئية تقع المحطة النووية في منطقة ساحلية، مما يثير مخاوف بشأن الآثار البيئية للمشروع. وقد تم إتخاذ عدد من التدابير للحد من هذه الآثار.
في النهاية.
يعد مشروع محطة الضبعة النووية مشروعًا مهما جدا لمصر، حيث يهدف إلى تحقيق عدة أهداف، منها تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، والمحافظة على الموارد الطبيعية غير المتجددة، وتحقيق التنمية الإقتصادية.
مشروع محطة الضبعة النووية في مصر يمثل نموذجًا للتنمية المستدامة والتحول نحو الطاقة النظيفة. يعد هذا المشروع خطوة جادة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة المواطنين. إن تطور هذا المشروع يعكس إلتزام مصر بالاستفادة من مصادر الطاقة النظيفة لمستقبل أفضل.
