من هو جمعة الشوان؟
في عام 1939، ولد أحمد الهوان، المعروف باسم جمعة الشوان، و الذي كان عميلا مزدوجا لصالح المخابرات العامة المصرية ضد الموساد الإسرائيلي يعد جمعة الشوان من أبرز الشخصيات التي شاركت في الحرب السرية بين الجانبين
وقد أصبح مشهورا بعد أن قام الفنان عادل إمام بتجسيد دوره في مسلسل تلفزيوني يحمل اسمه، وهو مسلسل درامي من إنتاج التلفزيون المصري يروي قصة حياته ومغامراته
جمعة الشوان.
جمعة الشوان هو إسم مستعار لأحمد الهوان، الذي ولد في مدينة السويس المصرية وعاش فيها طفولته وشبابه بعد أن اندلعت حرب الأيام الستة بين مصر وإسرائيل في يونيو 1967، احتلت إسرائيل مدينة السويس وشنت عليها قصفا عنيفا نتيجة لذلك
اضطرأحمد الهوان وعائلته إلى مغادرة المدينة والبحث عن مأوى آمن و خلال رحلتهم تعرضت زوجته لإصابة في عينيها بسبب شظايا القنابل، مما أدى إلى فقدانها للبصر كما دمر القصف اللنش الصغير الذي كان يملكه أحمد الهوان ويستخدمه في الصيد.
جمعة الشوان في اليونان.
حاول أحمد الهوان العمل في السوق السوداء في القاهرة ببيع بعض المواد التموينية المحظورة، لكنه لم يجد فرصة لذلك بعدها قرر السفر إلى اليونان لمقابلة رجل أعمال يدعى باندانيدس، والذي كان يمتلك عدة سفن شحن ولكن باندانيدس لم يكن موجودا في اليونان، وكان ذلك جزءًا من خطة الموساد لكي يعاني الشوان وبعدها يتم إغرائه للعمل معهم
وأثناء تواجده في اليونان، إلتقى الهوان بضابط مصري يدعى الريس زكريا، والذي كان يعمل في المخابرات العامة المصرية حاول الريس زكريا إقناع أحمد الهوان بالعودة إلى مصر والتخلي عن العمل مع الإسرائيليين، لكن الهوان رفض ذلك
قرر أحمد الهوان العودة إلى مصر ليدرك بعد ذلك أن باندانيدس قد عاد إلي اليونان فقابل الهوان باندانيدس وعرض عليه باندانيدس وظيفة على إحدى سفنه الراسية في إنجلترا وهناك
وقع في حب فتاة يهودية تدعى جوجو وكان ذلك تخطيطا من الموساد، والتي كانت تعمل لصالح الموساد و أقنعته جوجو بالعودة إلى مصر وجمع معلومات عن السفن الموجودة في قناة السويس وافق الهوان وبالفعل عاد إلي مصر.
عودة جمعة الشوان لمصر.
عندما عاد الهوان إلى مصر، فتح محل بقالة وبدأ في إرسال المعلومات التي طلبها منه الموساد لكنه شعر بالشك والندم، فذهب إلى مقر المخابرات المصرية وقابل ضابط المخابرات المصري عبد السلام المحجوب واعترف بكل ما فعله وهنا، قامت المخابرات المصرية بالتعاون معه كعميل مزدوج، بل ودربته على كيفية خداع الموساد وإرسال معلومات مضللة لهم
بدأ الهوان يرسل المعلومات إلي الموساد الإسرائيلي وظل يتعاون معهم إلي أن أصبح جاسوساً مهما للإسرائيليين بعلم المخابرات العامة المصرية وبعد حرب أكتوبر 1973 ازدادت أهمية الشوان لدي إسرائيل فقرروا إعطائه أحدث جهاز إرسال في العالم في ذلك الوقت، و كان أحد تلك
الأجهزة موجود في مصر مع جاسوس يعمل لصالح إسرائيل ولكن لم تستطع المخابرات المصرية إلقاء القبض عليه،
قرر الهوان السفر إلي إسرائيل لستلام الجهاز شخصيا والهدف من إرسال الجهاز هو أن يكون جاسوساً دائما في مصر وإرسال المعلومات بسرعة
كبيرة بعد ذهاب الهوان لإسرائيل لستلام الجهاز تم عرضه على جهاز كشف الكذب وقد تخطاه بنجاح لأن المخابرات المصرية قامت بتدريبه على كيفية تخطي ذلك الجهاز، ثم تم إعطائه جهاز الإرسال، وطلبوا منه إرسال معلومات عن الوضع العسكري في مصر
وهنا سافر الهوان إلى مصر و عندما وصل إلى مصر، وفي الموعد المحدد للاتصال الأول، أرسل الشوان رسالة مفاجئة للموساد، تقول: من المخابرات العامة المصرية إلى المخابرات الإسرائيلية، نشكركم علي حسن تعاونكم معنا وبهذه الرسالة، كشف الهوان عن هويته الحقيقية وهكذا، انتهى مشوار أحمد الهوان
كعميل مزدوج وكانت هذه الرسالة ضربة مخابراتية موجعة للموساد الذي حاول الانتقام منهم بمحاولة إغتيال حبيبته الإسرائيلية جوجو، التي تعاطفت معه وساعدته في الهروب من إسرائيل لكنها نجت من محاولة الاغتيال، وبعد ذلك أسلمت وتزوجته وعاشت معه في القاهرة وأشرف على زواجهما المخابرات المصرية وقامت بتمويل زواجهما.
توفي أحمد الهوان في 1 نوفمبر 2011، عن عمر ناهز 72 عاما، بعد معاناة مع المرض وشيع جثمانه بعد صلاة الظهر من مسجد الوفاء بحدائق القبة، وأقيم العزاء بمسجد عمر مكرم وكانت حياته مثالا للشجاعة والوطنية والذكاء، وأحد أهم الأبطال الذين وجهو ضربة مخابراتية شديدة لإسرائيل.
