الجاسوس المصري رأفت الهجان.
رأفت الهجان هو الإسم الحركي للمواطن المصري رفعت علي سليمان الجمال، الذي عاش حياة مزدوجة بين مصر وإسرائيل، ونفذ عمليات تجسس مهمة جداً لصالح المخابرات المصرية
وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر 1973 في هذه المقالة، سنتعرف على سيرته الذاتية،وأهم إنجازاته لبلده مصر، وكيف أصبح بطلاً قومياً في مصر.
من هو رأفت الهجان؟
في 1 يوليو 1927 ولد رفعت علي سليمان الجمال في دمياط بالمملكة المصرية، وكان أبوه يمتهن بيع الفحم، وأمه من أصل عائلة كريمة وكانت تدير شؤون المنزل وكانت من أسرة مرموقة وكانت والدته تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية
كان له شقيقان هما لبيب ونزيهة إضافة إلى أخ غير شقيق هو سامي، بعد وفاة والده في عام 1936، انتقلت الأسرة بالكامل إلى القاهرة، ليبدأ فصل جديد من حياة هذا الرجل العظيم.
كان رفعت علي سليمان الجمال ذو شغف كبير بالتمثيل والمسرح، وشارك في عدة مسرحيات مدرسية وجامعية، وحلم بأن يصبح ممثلا محترفا لكنه تخلى عن حلمه بسبب ضغوطات الحياة والمسؤوليات العائلية الكبيرة
تخرج من كلية التجارة بجامعة القاهرة وعمل كمحاسب في شركة نفط أجنبية تعمل في البحر الأحمر، شارك في ثورة 23 يوليو، وانضم إلى جهاز المخابرات العامة المصرية، حيث تم اختياره للعمل كجاسوس في إسرائيل
عمل رأفت الهجان كجاسوس في إسرائيل.
في يونيو عام 1956، تم تكليف رفعت الجمال بالسفر إلى إسرائيل بتغطية تجارية، واستخدم اسم جاك بيتون، وادعى أنه يهودي مصري هاجر إلى إسرائيل بعد ثورة 1952 تمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل أبيب
وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي، وعقد علاقات صداقة مع عديد من القيادات السياسية والعسكرية الهامة في إسرائيل، منها جولدا مائير رئيسة الوزراء السابقة، وموشي ديان وزير الدفاع
وفي الوقت نفسه، كان رفعت الجمال يقوم بعمليات تجسس مهمة لصالح المخابرات المصرية، حيث كان يستخدم شركة سياحية كستار لإرسال المعلومات السرية إلى المخابرات العامة المصرية حيث زود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو لسنة 1967
وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط برليف، وهو خط دفاع إسرائيلي على الضفة الشرقية لقناة السويس.
ماذا فعل رأفت الهجان لمصر؟
رأفت الهجان قام بإمداد مصر بمعلومات حساسة عن إسرائيل لمدة 17 سنة، وساهم في الإعداد لحرب أكتوبر 1973 من أهم إنجازاته.
- تزويد مصر بموعد حرب يونيو 1967، ولكن لم يتم أخذه بجدية.
- تزويد مصر بتفاصيل عن خط برليف، وهو خط دفاع إسرائيلي على الضفة الشرقية لقناة السويس.
- تزويد مصر باعتزام إسرائيل بعمل تجارب نووية واختبار أسلحة متطورة.
- إقامة علاقات صداقة مع عديد من القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل، منها جولدا مائير وموشي ديان وبن غوريون.
عودة رأفت الهجان إلى مصر.
بعد حرب أكتوبر 1973، قرر رفعت الجمال العودة إلى مصر، حيث كان يخشى أن يتم اكتشافه من قبل الموساد، وكان يشعر بالحنين إلى أسرته ووطنه، وصل إلى مصر في عام 1974، وتم استقباله بحفاوة من قبل الرئيس أنور السادات
وتم منحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، واعتبره بطلا قومياً، لكنه لم يستطع الإستقرار في مصر، حيث كان يعاني من الاكتئاب والوحدة، وكان يشتاق إلى زوجته الألمانية فالتراود بيتون، وابنته آلي فالفرود، اللتين تركهما في إسرائيل
في عام 1978، تم السماح له بالسفر إلى ألمانيا لزيارة زوجته وابنته، وهناك تبين أنه مصاب بسرطان الرئة، توفي في 30 يناير 1982 في مدينة دارمشتات في ألمانيا الغربية، لتنتهي قصة أعظم جاسوس مصري رفعت علي سليمان الجمال المشهور باسم (رأفت الهجان) وفي النهاية نتمني أن ينال المقال إعجابكم.
