من هو يحيي المشد؟
يحيى المشد هو عالم ذرة مصري متخصص في الهندسة الكهربائية، وأحد العلماء الذين قادو و ساهموا في تطوير البرنامج النووي العراقي في هذا المقال، سنتعرف على حياته وعمله وظروف اغتياله في باريس عام 1980.
الحياة التعليمية للعالم يحيي المشد.
ولد يحيى المشد في مدينة بنها في مصر عام 1932، وتلقى تعليمه الإبتدائي والثانوي في مدينة طنطا تخرج في قسم الهندسة
الكهربائية بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام 1952 بعد أن ذهب إلى لندن لدراسة الدكتوراه في عام 1956،
قرر تغيير وجهته إلى موسكو في عام 1956، كانت لندن هي الوجهة الأولى لدراسته الدكتوراه ، لكنه اختار موسكو فيما بعد،لم يكمل دراسته الدكتوراه في لندن، التي بدأها في عام 1956، وانتقل إلى موسكو بدلاً من ذلك
بسبب أزمة السويس التي اندلعت بين مصر وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل أمضى قرابة ست سنوات في الإتحاد السوفيتي، حيث درس الفيزياء النووية والمفاعلات الذرية، وحصل على الدكتوراه ثم عاد إلى مصر عام 1964، وعمل أستاذاً في الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية.
عمل يحيى المشد النووي.
التحق يحيى المشد بهيئة الطاقة الذرية المصرية، وعمل مهندساً نووياً في مشروع بناء أول مفاعل نووي مصري في إنشاص البحرية بالقرب من القاهرة، كان المشد من العلماء الذين شاركوا في تصميم وتشغيل المفاعل، الذي بدأ العمل به عام 1961
تم تجميد البرنامج النووي المصري بعد حرب الأيام الستة عام 1967، التي انتهت بخسارة مصر لسيناء ومواقعها العسكرية والإستراتيجية أصبح الوضع أصعب بالنسبة للمشد وزملائه بعد حرب أكتوبر 1973، حيث تم تحويل الطاقات المصرية إلى اتجاهات أخرى، وهو الأمر الذي لم يساعدهم على الإبداع والتقدم في مجالهم
في عام 1974، تلقى يحيى المشد عرضاً من العراق للإنضمام إلى برنامجه النووي، الذي كان في مراحله الأولى قبل المشد العرض، وسافر إلى العراق، حيث عمل أستاذاً في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية،
وقاد فريقاً من العلماء العراقيين والمصريين في مشروع بناء مفاعل نووي متقدم كان المشد مسؤولاً عن التعاون النووي العراقي مع فرنسا، التي وقعت مع العراق اتفاقية لتوريد مفاعل نووي من نوع أوزيريس، والذي سمي بتموز كان يحيى المشد يشرف على تصميم وتركيب وتشغيل المفاعل، الذي كان يهدف إلى إنتاج البلوتونيوم لأغراض بحثية وسلمية.
كيف تم اغتيال يحيى المشد.
في عام 1980، رفض يحيى المشد استلام شحنة من اليورانيوم المخصب من فرنسا، لعدم استيفائها للمواصفات المتفق عليها بعد ذلك، أصر الفرنسيون على حضوره شخصياً إلى باريس لاستلام الشحنة، وأرسلوا له تذكرة طيران وحجزاً في فندق لو ميريديان
وافق يحيى المشد على السفر، ووصل إلى باريس في 12 يونيو 1980 في اليوم التالي، عُثر على جثته في غرفته بالفندق، مصاب بطعنات وجروح في الرقبة والصدر والبطن تشير بعض المصادر إلى أنه تعرض للضرب حتى الموت، بينما تشير مصادر أخرى إلى أنه قُتل بآلة حادة.
لم تتمكن الشرطة الفرنسية من القبض على الجناة، ولم تكشف عن دوافع الجريمة اشتبهت السلطات العراقية والمصرية في تورط الموساد الإسرائيلي في الإغتيال، لمنع العراق من تطوير قدراته النووية.
أصدرت إسرائيل تصريحات فور وفاة يحيى المشد، زعمت فيها أن البرنامج النووي العراقي قد تعرقل، لكنها نفت أي علاقة لها بالحادث في عام 1981، قصفت طائرات إسرائيلية مفاعل تموز، ودمرته بالكامل، في عملية عسكرية اسمها عملية أوبرا .
في النهاية.
يحيى المشد هو عالم مصري بارز في مجال الفيزياء النووية، وأحد العقول الرئيسية وراء البرنامج النووي العراقي تلقى تعليمه في مصر والإتحاد السوفيتي
وعمل في مصر والعراق، وساهم في تطوير مفاعلات نووية لأغراض سلمية لكن حياته انتهت بشكل مأساوي عندما تعرض للاغتيال في باريس عام 1980، في جريمة لم يتم كشف ملابساتها حتى الآن يعتبر يحيى المشد من العلماء العرب الذين أثروا مجال الفيزياء النووية، والذين دفعوا ثمناً باهظاً لحبهم للعلم والوطن.
