مصر تطلق أول مصنع لأدوية السرطان في الشرق الأوسط؟
مصر تقترب من إنجاز هام في مجال الرعاية الصحية بالشرق الأوسط من خلال الإقتراب من افتتاح أول مصنع متخصص في إنتاج أدوية السرطان، حيث أكملت شركة ايبيكو المصرية نحو 85% من العمل في هذا المشروع الضخم الذي بلغت استثماراته 3 مليار جنيه.
هذا المصنع، الرائد في المنطقة، يعد بتحويل مشهد إنتاج الأدوية في الشرق الأوسط، حيث يهدف لتوفير مجموعة واسعة من العلاجات المتقدمة للسرطان والأمراض المزمنة باستخدام مكونات فعالة محلية الصنع، و من خلال توفير علاجات بديلة بيولوجية وأدوية للسرطان والأمراض المزمنة بأسعار معقولة، يطمح المصنع لتخفيف العبء عن المرضى الذين يواجهون صعوبات في الحصول على هذه
الأدوية، بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن ينتج المصنع الجديد سبعة مستحضرات دوائية مبتكرة لعلاج السرطان، العقم، وأمراض الدم، وهي حالات تمثل احتياجات طبية غير ملباة كانت مصر تستوردها في السابق بصعوبة بالغة، مما يمثل خطوة مهمة نحو الإكتفاء الذاتي وتحسين جودة الرعاية الصحية في المنطقة..webp "مصر تطلق أول مصنع لأدوية السرطان في الشرق الأوسط.")
من العجز والاستيراد إلي الإكتفاء الذاتي؟
مصر تصل لمكانة ريادية في مجال صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية على مستوى القارة الأفريقية، حيث تشهد البلاد نموًا ملحوظًا في هذا القطاع. بحلول العام 2023، بلغ عدد المصانع المختصة بتصنيع الأدوية في مصر 191 مصنعًا، تضم ما مجموعه 799 خط إنتاج، و هذا يمثل زيادة قدرها 37% في عدد المصانع و60% في خطوط الإنتاج مقارنة بنهاية العام 2014، الذي شهد وجود 130
مصنعًا تحتوي على 500 خط إنتاج، و نتيجة لهذا التوسع الكبير، ارتفعت نسبة الإكتفاء الذاتي من الأدوية في مصر إلى 94% في عام 2023، مقابل 45% فقط في العام 2014، و من بين المصانع الجديدة التي تم إضافتها إلى القطاع في الفترة الأخيرة نجد "سيديكو" في مدينة السادس من أكتوبر، "جمجوم" بالعبور، "خوفو" بأكتوبر، "إيجيبتو فارما" بالخانكة، و"بيوجينيرك" بالعاشر من رمضان، بالإضافة إلى العديد من الأسماء الأخرى
تحت إشراف شركة أكديما للأدوية (الشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية) والتي تأسست في عام 1976 بمبادرة من جامعة الدول العربية، تسعى مصر إلى تلبية احتياجاتها من الأدوية وتعزيز مكانتها في السوق الإقليمي، وتضم أكديما اليوم تحت لوائها مجموعة من الشركات البارزة في صناعة الأدوية، بما في ذلك "ايبيكو" و"سيديكو" و"ميباكو" و"أكتوبر فارما" وغيرها، مؤكدة على مكانتها كقائد في الصناعة الدوائية بمصر والمنطقة..webp "مصر تطلق أول مصنع لأدوية السرطان في الشرق الأوسط.")
أهمية هذا الإنجاز؟
تكمن أهمية هذا الإنجاز الضخم في صناعة الأدوية في مصر في عدة جوانب رئيسية تسهم في تعزيز الأمن الدوائي ودعم الإقتصاد والصحة العامة، وتشمل:
- تعزيز الإكتفاء الذاتي: الإرتفاع الملحوظ في نسبة الإكتفاء الذاتي من الأدوية، من 45% في عام 2014 إلى 94% في عام 2023، يقلل بشكل كبير من الإعتماد على الواردات، و هذا يعزز الأمن الدوائي الوطني ويقلل من التأثيرات السلبية لتقلبات السوق العالمية.
- دعم الابتكار والتطوير: التوسع في عدد المصانع وخطوط الإنتاج يشجع على البحث والتطوير في مجال الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يفتح الباب أمام إنتاج أدوية جديدة ومبتكرة وتحسين جودة المنتجات الحالية.
- تحسين الوصول إلى العلاجات: زيادة الإنتاج المحلي تعني توفر الأدوية بشكل أكبر وبأسعار معقولة للسكان، مما يحسن الوصول إلى العلاجات الضرورية ويخفف من العبء المالي على المرضى.
- تعزيز الإقتصاد: صناعة الأدوية هي قطاع حيوي يسهم في الناتج المحلي الإجمالي ويخلق فرص عمل كبيرة من الإنتاج إلى التوزيع.
- تعزيز التعاون الإقليمي: كون مصر تمتلك أكبر قاعدة تصنيعية للأدوية والمستلزمات الطبية في أفريقيا، يمكنها أن تصبح مركزًا للتصدير والتعاون في مجال الأدوية مع دول القارة والشرق الأوسط، مما يعزز من مكانتها الإقليمية.
- تحسين جودة الرعاية الصحية: القدرة على إنتاج مجموعة واسعة من الأدوية محليًا تعني تحسن جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين، من خلال توفير علاجات فعالة ومتطورة تلبي احتياجات السوق المحلي.
