مصر تحقق الإكتفاء الذاتي من الإنسولين وتبدأ في تصدير الفائض؟
ولأول مرة في تاريخها، حققت مصر إنجازًا طبيًا كبيرًا بالوصول إلى الإكتفاء الذاتي من الإنسولين، بفضل جهود وزارة الصحة والتعليم العالي، بقيادة الدكتور خالد عبدالغفار، في نوفمبر الماضي، تم الإعلان عن بدء إنتاج الإنسولين محليًا تحت اسم "insulinagypt" من قبل شركة أكديما، وهي خطوة مهمة جداً نحو تعزيز الأمن الدوائي في مصر.
إنشاء مصنع متطور لإنتاج الإنسولين؟
تم افتتاح مصنع شركة أكديما في مدينة السادس من أكتوبر على مساحة 10 آلاف متر مربع، و يضم المصنع خطي إنتاج رئيسيين؛ الأول مخصص لتصنيع وتغليف فيال الإنسولين بقدرة إنتاجية تصل إلى 20 مليون وحدة سنويًا، والثاني موجه لإنتاج خراطيش الإنسولين بطاقة تبلغ 12 مليون خرطوشة في العام.
تصدير الإنسولين المصري؟
عقب تحقيق الإكتفاء الذاتي وتلبية الاحتياجات المحلية، بدأت مصر في تصدير الإنسولين إلى 11 دولة أفريقية، مما يعكس الجودة العالية للمنتج المصري ويفتح آفاقًا جديدة للصناعة الدوائية المصرية على المستوى الدولي، وقد توسع نطاق التصدير ليشمل دولًا خارج القارة الأفريقية، حيث تم توقيع عقود لتصدير الإنسولين إلى كوبا في أمريكا اللاتينية، في خطوة هي الأولى من نوعها.
الطريق نحو الإكتفاء الدوائي الكامل؟
يعيش الدواء المصري عصره الذهبي، حيث وصلت نسبة الإكتفاء الذاتي من الأدوية إلى 94% في عام 2023، مقارنة بـ 45% فقط في عام 2014 و تسعى مصر جاهدة لتحقيق الإكتفاء الذاتي الكامل وتصنيع جميع الأدوية محليًا بحلول عام 2025 مما يعزز من استقلاليتها في قطاع الصحة ويدعم اقتصادها.
أهمية هذا الإنجاز؟
هذا الإنجاز الذي حققته مصر في مجال الإنتاج الدوائي، وبخاصة تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنسولين وبدء تصدير الفائض، يمثل نقطة تحول مهمة للبلاد لعدة أسباب:
تعزيز الأمن الصحي؟
الاستقلالية الدوائية أي تقليل الإعتماد على الواردات الأجنبية، وذلك يعزز الأمن الصحي ويضمن استمرارية توفير الإنسولين دون التأثر بالتقلبات السياسية أو الإقتصادية العالمية.
الإستجابة للطوارئ، القدرة على إنتاج الإنسولين محليًا تمكن مصر من الإستجابة بشكل أفضل للطلب المتزايد في حالات الطوارئ أو الأزمات الصحية، أو ما شابه.
دعم الإقتصاد الوطني؟
تطوير قطاع الإنتاج الدوائي يعزز الصناعة المحلية، ويخلق فرص عمل جديدة، ويدعم النمو الإقتصادي، تصدير الفائض من الإنسولين يفتح أسواقًا جديدة للمنتجات المصرية، ويسهم في تحسين الميزان التجاري وزيادة الدخل القومي.
تحسين الرعاية الصحية؟
جودة العلاج: الإنتاج المحلي يسمح بمراقبة جودة الإنسولين بشكل أفضل، مما يضمن توفير علاج فعال وآمن لمرضى السكر، و توفير العلاج، الإكتفاء الذاتي يضمن توفر الإنسولين بشكل مستمر لجميع المحتاجين إليه في مصر، وبتكلفة أقل نظرًا لانخفاض تكاليف الاستيراد واللوجستيات.
في النهاية.
هذا الإنجاز ليس مجرد خطوة في مجال الصحة العامة، بل هو أيضًا دليل على قدرة مصر على تحقيق الاستقلالية في مجال الإنتاج الدوائي، معززًا مكانتها كمركز رائد في صناعة الأدوية على مستوى المنطقة والعالم.
