إنشاء غابة عمودية بالعاصمة الإدارية الجديدة بقيمة 200 مليون دولار؟
المعماري الإيطالي ستيفانو بويري، المعروف بشغفه العميق بالطبيعة والأشجار، أحدث ثورة في عالم العمارة بتصميماته الفريدة التي تدمج البيئة الطبيعية مع الهندسة المعمارية المعاصرة، و مصدر هذا الشغف الكبير والإبداع يعود إلى طفولته، خاصة بعد قراءة رواية "البارون ساكن الأشجار" و التي تحكي قصة صبي يتعاهد على عدم العودة إلى الأرض بعد أن اكتشف عالمًا جديدًا وسط الأشجار.
التصميمات الشهيرة لبويري؟
أشهر أعمال بويري عالميًا هي "Il Bosco Verticale" أو "الغابة العمودية" وهي بناية شاهقة تزين واجهاتها المئات من الأشجار والنباتات، مخلقة بذلك نموذجًا يحتذى به في مزج العمارة بالطبيعة، و يعتبر بويري الأشجار كائنات حية يجب رعايتها والاعتناء بها، مؤكدًا على أن لكل شجرة شكلها وسيرتها الخاصة، وتطورها المميز.
الأثر البيئي والنفسي؟
الغابة العمودية ليست فقط متنفسًا جماليًا وسط العمران، ولكنها تقدم العديد من الفوائد النفسية والبيئية لسكان المدينة، وتوفر الأشجار والنباتات الظل وتحسن جودة الهواء، كما تعزز من الرفاهية النفسية للمقيمين بالمدينة.
مشروع البوسكو بالعاصمة الإدارية الجديدة؟
تحت توقيع الريادي ستيفانو بويري، تم تصميم ثلاثة معالم معمارية متميزة لمشروع "البوسكو" بالعاصمة الإدارية كل منها يرتفع لمسافة 30 مترًا، محاطة بغطاء أخضر يشمل 350 شجرة و14 ألف نبتة تمثل حوالي 570 نوعًا مختلفًا، مما يعكس جمالية التصميم
الفريد والتزامه بالاستدامة، بين هذه الأبراج، خُصص واحد ليتحول إلى فندق فخم تديره العلامة الفندقية العالمية ماريوت، بينما يضم البرجان الآخران شققًا سكنية فاخرة ووحدات فندقية تحت إدارة ماريوت أيضًا، هذا التعاون المثمر تم توثيقه في حفل توقيع العقود الذي احتفل به في 11 مارس 2024.
أهمية إنشاء الغابة العمودية بالعاصمة الإدارية الجديدة؟
إنشاء الغابة العمودية بالعاصمة الإدارية الجديدة يحمل في طياته أهمية بالغة تتجاوز مجرد كونه مشروعًا معماريًا فريدًا إلى أن يصبح رمزًا للتطور الحضري المستدام، إليك بعض الجوانب التي تبرز أهمية هذا المشروع:
1. تخفيف تأثير الجزيرة الحرارية الحضرية: المباني العمودية المغطاة بالنباتات تساعد في خفض درجات الحرارة مما يقلل من الحاجة إلى التبريد الاصطناعي ويعزز من كفاءة الطاقة.
2. تحسين جودة الهواء: النباتات تعمل كمرشحات طبيعية للهواء، تمتص ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين، مما يساهم في تحسين جودة الهواء في المناطق الحضرية.
3. تعزيز الرفاهية النفسية: الإتصال بالطبيعة شئ ضروري جداً للصحة النفسية، و الغابة العمودية توفر ملاذًا أخضر وسط البيئة الحضرية، مما يساعد على تقليل الإجهاد وتعزيز الشعور بالراحة.
4. زيادة التنوع البيولوجي: الغابات العمودية توفر موطن للنباتات، مما يساهم في زيادة التنوع البيولوجي في المناطق الحضرية.
5. دفع عجلة الابتكار: المشروع يمثل نموذجًا للابتكار في مجال البناء والتصميم المستدام، مما يشجع على تطوير تقنيات ومواد بناء جديدة صديقة للبيئة.
5. جذب الاستثمارات: المشاريع الرائدة والمبتكرة مثل الغابة العمودية تجذب الاستثمارات وتعزز النمو الاقتصادي من خلال توفير فرص عمل وتشجيع السياحة.
في النهاية.
منذ الكشف عن خطط تطوير العاصمة الإدارية الجديدة، أصبحت العاصمة الإدارية الجديدة مركز جذب للاستثمارات العالمية، وتسعى مصر جاهدة لتحويلها إلى معقل للابتكارات المعمارية التي يوقع عليها ألمع المعماريين في العالم، و في هذا الإطار يجري المعماري الأمريكي البارز
إدريان سميث الأعمال النهائية لتصميم أول ناطحة سحاب من توقيعه في أفريقيا لترتفع في سماء العاصمة الإدارية، بينما أعلن النحات الفرنسي المعروف ريتشارد أورلنيسكي عن خططه لعرض تحفه النحتية الشهيرة ضمن المشهد العمراني الجديد للعاصمة الإدارية.