أخر الاخبار

عملية الحفار" كيف فجرت مصر أحلام إسرائيل في سيناء"؟

عملية الحفار؟

عملية الحفار، المعروفة أيضًا بعملية الحج، من العمليات الإستخباراتية والعسكرية الناجحة جداً و التي نفذتها المخابرات العامة المصرية والقوات البحرية المصرية، هدف العملية هي تخريب جهود إسرائيل لاستخراج البترول من خليج السويس عن طريق تدمير حفار

البترول "كنتينج" الذي كانت تملكه وتديره إسرائيل بالتعاون مع شركة اينى الإيطالية، وقعت هذه العملية أثناء توقف الحفار في أبيدجان، عاصمة ساحل العاج، خلال رحلته من كندا إلى إسرائيل، و كانت العملية جزءًا من مساعي مصر لمنع إسرائيل من استغلال الموارد البترولية في المنطقة وتعزيز سيطرتها على سيناء المحتلة في ذلك الوقت.عملية الحفار.

استراتيجية إسرائيل ورد فعل مصر؟

بعد نكسة 1967، شرعت إسرائيل في تنفيذ استراتيجية تهدف إلى تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري، حيث اتخذت إسرائيل خطوات لاستخراج البترول من خليج السويس، في مسعى لفرض ضغوط سياسية واقتصادية على مصر، و كان الهدف المزدوج لهذه السياسة إما استنزاف موارد البترول المصرية أو استدراج مصر إلى تصعيد عسكري يمكن أن يُستخدم كذريعة لشن هجمات إسرائيلية على الحقول البترولية المصرية، مثل حقل مرجان.

شكلت إسرائيل شركة ميدبار بالتعاون مع شركاء أمريكيين وبريطانيين، واستأجرت الحفار "كينتينج" لتنفيذ مخططها، و رغم المحاولات الدولية لثني إسرائيل عن هذا المسار، استمرت في خططها، مما دفع القيادة المصرية إلى التحذير من أن سلاح الجو المصري سيهاجم الحفار إذا دخل البحر الأحمر.


موقف المخابرات المصرية؟

في مواجهة هذا التحدي، بدا واضحًا أن إسرائيل كانت تسعى لاستدراج مصر إلى مواجهة عسكرية لم تكن مصر مستعدة لها بالكامل، و في هذا السياق، اقترح جهاز المخابرات المصري على الرئيس جمال عبد الناصر خطة للتصدي لهذه التحركات الإسرائيلية، مما أدى إلى تفكير استراتيجي دقيق في كيفية التعامل مع التهديدات الإسرائيلية دون الانجرار إلى مواجهة غير محسوبة العواقب.

استراتيجية المخابرات المصرية لتدمير الحفار.

استراتيجية المخابرات المصرية لتدمير الحفار؟

جهاز المخابرات العامة المصري، بإدارة أمين هويدي، اقترح تنفيذ عملية سرية لضرب الحفار "كينتينج" خارج حدود مصر، مع الحرص على عدم ترك أية أدلة تشير إلى مسؤولية مصر عن العملية، و كان الهدف هو تنفيذ العملية بطريقة تتجنب أي تداعيات دبلوماسية أو عسكرية مباشرة

و لتحقيق هذا، اعتمدت المخابرات على استخدام سفينتين مصريتين كانتا تعملان في خدمة حقول البترول، عقب عدوان إسرائيل عام 1967، تلقت السفينتان تعليمات بالتوجه إلى ميناء بورسودان في السودان والبقاء في حالة استعداد لنقل فرق الضفادع البشرية المصرية ومهاجمة الحفار من ميناء مصوع، إذا نجا من الهجمات الأولية

و في حال فشلت العملية السرية، كانت القوات الجوية المصرية ستستخدم كحل أخير، و قاد أمين هويدي تخطيط العملية، بمساعدة من الجيش والقوات البحرية المصرية، تم تشكيل مجموعة عمل مكونة من ثلاثة أعضاء، من بينهم محمد نسيم (الملقب بـ"قلب الأسد") الذي عُين قائداً ميدانياً للعملية.

وبفضل المتابعة الدقيقة وجمع المعلومات الاستخباراتية، حصلت المخابرات المصرية على تفاصيل شاملة بشأن تصميم الحفار "كينتينج" وخط سيره ومحطات توقفه، مما مهد الطريق لتنفيذ العملية بنجاح دون الكشف عن تورط مصر.


التحضيرات المعقدة لتنفيذ العملية؟

مع تطور الأحداث، بدأت الضفادع البشرية المصرية في الإستعداد لتنفيذ مهمة حساسة وهي تلغيم الحفار "كينتينج" تحت سطح الماء، و كان من المقرر أن يتم تنفيذ هذا الهجوم أثناء توقف الحفار في أحد الموانئ الإفريقية.


المعلومات الاستخباراتية والتحركات الميدانية؟

رغم تكتم إسرائيل حول خط سير الحفار، تمكنت المخابرات المصرية من تأكيد أن الحفار سيتوقف في داكار، السنغال، لذلك سافر محمد نسيم، المسؤول عن العملية، إلى السنغال لاستطلاع الأوضاع هناك. واجه نسيم تحديات متعددة بما في ذلك موقع الحفار بالقرب من قاعدة بحرية فرنسية، مما زاد من صعوبة تنفيذ العملية.


تغيير الخطة والتحرك إلى أبيدجان؟

بعد المغادرة المفاجئة للحفار من داكار، عادت فرقة الضفادع البشرية إلى القاهرة، بينما بقي نسيم في داكار لفترة قبل العودة إلى القاهرة لمتابعة مسار الحفار، والذي تابع رحلته إلى أبيدجان عاصمة ساحل العاج، قام نسيم برحلة إلى باريس لجلب المعدات اللازمة للعملية ثم توجه إلى أبيدجان.


الاستعدادات النهائية للعملية؟

في أبيدجان، استطاع نسيم من خلال مراقبة الميناء من الجو أن يحدد منطقة غابات مطلة على الميناء تصلح كنقطة انطلاق للعملية، كانت هذه المنطقة على بعد كيلومتر واحد فقط من الحفار، مما وفر موقعًا مثاليًا للتخطيط للهجوم النهائي وتنفيذه بنجاح دون لفت الإنتباه.

تنفيذ العملية في أبيدجان؟

عندما وصل محمد نسيم إلى أبيدجان في صباح السادس من مارس عام 1970، لمح فرصة نادرة بفضل إقامة احتفال كبير لترحيب برواد الفضاء الأمريكيين الذين كانوا في جولة بأفريقيا. استغل محمد هذا الوضع، حيث كانت السلطات المحلية مشغولة بضمان أمن وسلامة الضيوف المهمين، مما أدى إلى تخفيف الرقابة الأمنية المعهودة حول المرافق البحرية(الميناء).

فريق الضفادع البشرية المصرية.

تجمع أفراد الضفادع البشرية؟

نسيم سارع في إرسال طلب لفريق الضفادع البشرية لبدء العملية بعدها وصل ثلاثة أفراد من الضفادع البشرية، وهم الملازم أول حسني الشراكي، الملازم أول محمود سعد، وضابط الصف أحمد المصري، تحت قيادة الرائد خليفة جودت. على الرغم من أن الخطة كانت تقضي بأن يتكون الفريق من ثمانية أفراد، إلا أن ضيق الوقت والشك في بقاء الهدف في الميناء ليلة إضافية دفعا جودت ونسيم للتقدم بالعملية بالأعضاء الذين تواجدوا.


تنفيذ الهجوم وتدمير الحفار؟

بعد المشاورات والاتفاق، انطلقت الضفادع المصرية من منطقة الغابات، متخفين بعناية وبمساعدة من عملاء المخابرات المصرية المحليين، نحو الحفار "كينتينج" قاموا بتلغيم الحفار بنجاح ودون إثارة أو لفت الانتباه، ومع صوت الانفجار الشديد  تم التأكد من نجاح العملية، وكان الفريق البطولي بالفعل في طريقه للعودة إلى القاهرة، محققين نجاحًا كبيرًا في مهمتهم السرية دون ترك أي أثر يدل على تورط مصر في الحادث.

محمود نادي
بواسطة : محمود نادي
موقعنا يقدم لك تجربة متميزة و محتوي فريد وذو قيمة لك وموقع مصر العظمي متخصصة في الشئون الإقتصادية والعسكرية و الإخبارية والمالية وتطوير الذات.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-