بتمويل 2 مليار جنيه.. إنشاء أكبر مصنع لبودرة الإطفاء في مصر بدعم ألماني
في خطوة مهمة نحو تعزيز القدرات الصناعية المصرية في مجال الأمن والسلامة، تم الإعلان رسميًا عن بدء إنشاء أكبر مصنع لإنتاج بودرة الإطفاء في مصر، وذلك بتمويل ضخم يُقدَّر بـ 2 مليار جنيه مصري مقدم من البنك الألماني لإعادة الإعمار والتنمية (KfW).
زيارة رسمية لمتابعة الجهود الصناعية في مجال الحماية المدنية
جاء هذا الإعلان الهام خلال زيارة الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، إلى مصنع شركة بافاريا مصر بمنطقة جسر السويس، والذي يُعد من أبرز المصانع المتخصصة في إنتاج وتصنيع أجهزة ومعدات وأنظمة مكافحة الحرائق.
وخلال جولته داخل المصنع، قام الوزير بتفقد مختلف مراحل الإنتاج، والتي شملت:
- رصيف التصدير، الذي يُستخدم في تجهيز وشحن المنتجات المخصصة للتصدير إلى الأسواق الخارجية، بما يعكس القدرة التنافسية الكبيرة للمنتج المصري في هذا المجال.
- المخازن الذكية المؤتمتة، والتي تُدار بأنظمة إلكترونية متطورة لتنظيم عمليات التخزين وسرعة الوصول للمنتجات.
- معامل اختبارات الجودة للمنتجات والخامات، لضمان الإلتزام بالمواصفات القياسية العالمية.
- مناطق التعبئة والتجميع الآلي، والتي تعمل بتقنيات حديثة لزيادة الكفاءة وسرعة الإنتاج.
- خط الدهان الآلي، الذي يضمن طلاء موحد وعالي الجودة لجميع الأجهزة.
- قسم التشكيل الآلي الذي يتم فيه تشكيل مكونات الأجهزة بدقة عالية.
- أقسام الطلاء ومعالجة الأسطح لضمان الحماية ومتانة المنتجات.
- مراحل تصنيع الأجهزة المختلفة المستخدمة في إطفاء الحرائق.
طاقة إنتاجية ضخمة وشراكات استراتيجية
ووفقًا لبيان رسمي صادر عن شركة بافاريا مصر، فإن الطاقة الإنتاجية السنوية للمصنع تبلغ نحو:
- 2 مليون جهاز إطفاء مخصص للسيارات.
- 800 ألف جهاز إطفاء يدوي.
إلى جانب إنتاج الأجهزة ذاتية التشغيل، ومعدات الإنذار والإطفاء الآلي المتقدمة.
كما كشفت الشركة عن وجود شراكة صناعية مهمة مع مصنع 200 الحربي، التابع لوزارة الإنتاج الحربي، وذلك بهدف تصنيع سيارات الإطفاء محليًا بأعلى المواصفات الفنية.
أما على مستوى التصدير، فقد أوضحت الشركة أن الأسواق الأوروبية تستوعب حوالي 40% من الطاقة الإنتاجية المصرية، مع تسجيل معدل نمو سنوي يُقدر بنحو 8%، ما يعكس قوة المنتج المصري وثقة الأسواق الدولية فيه.
مصنع مصري بمواصفات عالمية
وخلال الزيارة، تم التأكيد على أن مصنع بافاريا مصر يُعد المصنع الوطني الوحيد في مصر الذي ينجح في تصدير جزء كبير من إنتاجه إلى ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي، بنسبة تصل إلى 40% من إجمالي إنتاجه، وهو ما يعكس مدى التزام المصنع بالمواصفات القياسية الألمانية والأوروبية المشتركة، إلى جانب التزامه بالمواصفات المصرية.
ويُعزز هذا التميز اعتماد الشركة على خطة واضحة للبحث والتطوير، حيث خصصت نحو 6% من دخلها السنوي لدعم الابتكار والتطوير في الجوانب الفنية والإنتاجية والتسويقية، ما ساعدها على الحفاظ على جودة منتجاتها وتوسيع نطاقها التصديري في أسواق ذات معايير صارمة مثل السوق الأوروبي.
بافاريا مصر.. من ورشة صغيرة إلى كيان صناعي وطني رائد
تعود بداية شركة بافاريا مصر إلى عام 1971، حيث تأسست تحت نفس الإسم بمبادرة مشتركة بين الدكتور نادر رياض وهيلموت لوز، وبرأسمال متواضع آنذاك بلغ 48 ألف جنيه مصري فقط، وبفريق عمل صغير مكون من ثلاثة عمال بالإضافة إلى نادر رياض نفسه.
وبفضل الجهود المتواصلة والرؤية الطموحة، تحولت الشركة في عام 1990 إلى شركة مساهمة مصرية، وبدأت مرحلة جديدة من التوسع والنمو، واليوم، يعمل بالشركة أكثر من 1138 مهندسًا وفنيًا موزعين على مناطق صناعية مختلفة داخل مصر، إلى جانب 29 فرعًا تغطي كافة أنحاء الجمهورية.