ألمانيا ترسم ملامح حروب المستقبل
في خطوة تعكس تحولًا جذريًا في الفكر العسكري الألماني، بدأت الحكومة الألمانية بوضع تصور جديد لمستقبل الحروب، يكون الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة هما الركيزة الأساسية فيه.
حيث ترى ألمانيا أن الإعتماد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة أصبح ضرورة لا رفاهية، خاصة في ظل التطورات المتسارعة في ميدان المعارك الحديثة، وتشمل هذه التقنيات نظم التحكم الذكي، والطائرات بدون طيار، والتحليلات الفورية للبيانات، وغيرها من الأدوات التي تغير قواعد اللعبة في ساحات القتال.
كسر الجمود البيروقراطي
وبحسب تقرير لوكالة "رويترز"، تسعى برلين إلى تقليص التعقيدات الإدارية وتخفيف البيروقراطية الحكومية التي طالما أعاقت سرعة التطوير العسكري، وتهدف هذه الخطوة إلى تسهيل ربط الشركات التكنولوجية الناشئة مباشرة بالقيادة العسكرية العليا، بما يضمن تسريع عملية تطوير وتبني الحلول الدفاعية المبتكرة.
النهج الجديد يعكس رغبة صادقة في خلق تعاون مباشر بين القطاع التكنولوجي المدني والمؤسسات العسكرية الألمانية، ما قد يخلق بيئة مرنة وسريعة الاستجابة للمتغيرات الأمنية المعاصرة.
زيادة ضخمة في الإنفاق العسكري
ووفقًا لما أوردته وكالة "رويترز"، فإن ألمانيا تخطط لزيادة ميزانيتها الدفاعية السنوية بشكل كبير، لتصل إلى نحو 175 مليار دولار بحلول عام 2029.
تأتي هذه الخطوة في إطار سعي برلين إلى تعزيز قدراتها العسكرية، ومواكبة التحديات المتزايدة في الساحة الجيوسياسية، خاصة في ظل التوترات العالمية وتغير طبيعة الحروب الحديثة.
الشركات الدفاعية الناشئة
من بين أبرز النجاحات في قطاع الدفاع الألماني، تبرز شركة "هلسينغ" (Helsing) كنموذج رائد في مجال الابتكار العسكري، وتُعد هذه الشركة اليوم أعلى الشركات الدفاعية الناشئة قيمةً في أوروبا، بعدما تضاعفت قيمتها السوقية لتصل إلى 12 مليار دولار خلال جولة تمويل ناجحة جرت في الشهر الماضي.
تأسست "هلسينغ" قبل أربع سنوات فقط، لكنها نجحت في إثبات نفسها بسرعة بفضل تركيزها على تطوير طائرات هجومية مسيّرة، إلى جانب أنظمة ذكاء اصطناعي مخصصة لساحات القتال. وتُستخدم هذه الأنظمة في تحليل البيانات القتالية بشكل لحظي، واتخاذ قرارات سريعة ودقيقة خلال العمليات العسكرية.
🤖 روبوتات وغواصات وصراصير تجسس
ذكرت وكالة "رويترز" أن شركة "هلسينغ" ليست الوحيدة، بل هي واحدة من عدة شركات دفاعية ناشئة في ألمانيا، تعمل على تطوير روبوتات مدرعة مزوّدة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب غواصات صغيرة غير مأهولة يمكنها تنفيذ مهام تحت الماء بدون تدخل بشري، بل والاكثر تطوراً هو صناعة صراصير تجسس إلكترونية مصممة للعمل في بيئات قتالية معقدة!