ما هو سلاح الهايبر سونيك؟
ببساطة، سلاح الهايبرسونيك (Hypersonic Weapon) هو أي جسم قادر على الطيران بسرعة تتجاوز 5 أضعاف سرعة الصوت (Mach 5). ولتوضيح الأمر، سرعة الصوت في الظروف القياسية تبلغ حوالي 343 مترًا في الثانية، أو 1235 كيلومترًا في الساعة، تخيل الآن أن سرعة الهايبرسونيك تبدأ من 6175 كيلومترًا في الساعة فما فوق!
أنواع أسلحة الهايبر سونيك؟
السرعة وحدها ليست هي العامل الوحيد الذي يميز هذه الأسلحة، فأسلحة الهايبرسونيك نوعين أو فئتين:
الصواريخ الانزلاقية الهايبرسونيكية (Hypersonic Glide Vehicles - HGVs)
- هذه الأسلحة تُطلق بواسطة صاروخ باليستي تقليدي يصل بها إلى ارتفاعات عالية.
- بمجرد وصولها للارتفاع المطلوب، تنفصل المركبة الانزلاقية وتبدأ في الانزلاق نحو هدفها داخل الغلاف الجوي، لكن بسرعة هايبرسونيكية.
- ما يميزها هو قدرتها على المناورة بشكل مكثف وغير متوقع أثناء الانزلاق، مما يجعل تتبعها واعتراضها تحديًا هائلاً لأنظمة الدفاع الجوي الحالية.
2. صواريخ كروز الهايبرسونيكية (Hypersonic Cruise Missiles - HCMs)
- هذه الصواريخ تُشغل بواسطة محركات نفاثة متطورة تسمح لها بالحفاظ على سرعة هايبرسونيكية طوال مسار طيرانها.
- تتميز بمسار طيران منخفض نسبيًا داخل الغلاف الجوي، وقدرة على المناورة أيضًا، مما يجعل اكتشافها بواسطة الرادارات التقليدية صعبًا للغاية.
أهمية سلاح الهايبر سونيك؟
تُعد الأسلحة الهايبر سونيك (فرط الصوتية) من أخطر وأحدث أنواع الأسلحة التي ظهرت في القرن الحادي والعشرين، وذلك لما تحمله من مميزات فريدة تجعلها قادرة على تغيير موازين القوى العسكرية حول العالم.
1. سرعة خارقة تقلّل زمن الرد
يتميز سلاح الهايبر سونيك بسرعته الهائلة التي تفوق سرعة الصوت بأكثر من خمس مرات، ما يجعله يصل إلى هدفه خلال ثوانٍ أو دقائق معدودة، هذه السرعة تقلل من قدرة الأنظمة الدفاعية التقليدية على رصد أو اعتراض الصاروخ قبل أن يضرب هدفه.
2. قدرة عالية على المناورة
على عكس الصواريخ الباليستية التقليدية، يتمتع الصاروخ الهايبر سونيك بقدرة على تغيير مساره أثناء الطيران، مما يصعّب كثيرًا على أنظمة الدفاع الجوي توقع مساره أو اعتراضه.
3. تهديد لأنظمة الردع التقليدية
بسبب سرعته الكبيرة ومفاجأته في الهجوم، قد يؤدي استخدام هذا السلاح إلى تقويض مفهوم الردع النووي القائم على الإنذار المبكر، إذ يمكن أن يُنفَّذ الهجوم قبل أن تتمكن الدولة المستهدفة من الرد.
4. دقة إصابة الأهداف الاستراتيجية
الأسلحة الهايبر سونيك مصممة لتكون دقيقة في إصابة أهدافها، ما يجعلها مثالية لتوجيه ضربات سريعة ومحددة ضد مراكز القيادة، أو أنظمة الدفاع، أو المنشآت النووية، أو حاملات الطائرات.
5. تفوق استراتيجي في الحروب الحديثة
امتلاك هذا النوع من السلاح يمنح الدول قوة ردع كبرى وتفوقًا عسكريًا حاسمًا، إذ يصبح بإمكانها توجيه ضربات دقيقة وسريعة يصعب صدها أو التنبؤ بها.
الدول التي تمتلك سلاح الهايبر سونيك
حاليًا، هناك 3 دول تمتلك بشكل رسمي صواريخ هايبر سونيك:
- روسيا: تمتلك صاروخ "أفانغارد" و"كينجال"، ويُقال إنه دخل الخدمة فعليًا.
- الصين: تطوّر صاروخ "DF-ZF".
- الولايات المتحدة: لا تزال في مراحل الاختبار، لكنها تستثمر في تطوير هذه التكنولوجيا.
هناك دول أخرى مثل كوريا الشمالية والهند وإيران تعمل على تجارب مماثلة ولكن لم تؤكد امتلاكها الفعلي.
هل هناك دفاع جوي قادر على التصدي لأسلحة الهايبر سونيك؟
حتى الآن، لا يوجد نظام دفاع جوي فعال 100% ضد الأسلحة الفرط صوتية، ومع ذلك، الدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا تعمل على تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي وإنذارات مبكرة وصواريخ اعتراضية متطورة قد تساهم مستقبلاً في اعتراض هذه الصواريخ.