لأول مرة في التاريخ.. القطن المصري يزهر في صحراء سيناء
نجحت مصر في تحقيق خطوة جديدة ومبهرة بمجال الزراعة، حيث شهدت جنوب سيناء لأول مرة زراعة القطن بجودة عالية داخل بيئة صحراوية قاسية، حيث اعتمد المشروع على تقنيات الري الحديث التي توفر المياه وتضمن وصولها بدقة لجذور النبات، بجانب التسميد الملائم الذي يمنح التربة الصحراوية العناصر الغذائية اللازمة لنمو القطن بجودة ممتازة.
تصريحات محافظ جنوب سيناء
أكد خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، أن التجربة الناجحة لزراعة القطن في الأراضي الصحراوية تمثل قفزة نوعية في عالم الزراعة، خاصة وأن زراعة القطن في مصر كانت تقتصر تقليديًا على الأراضي الطينية الخصبة في دلتا النيل.
وأوضح أن الجهود المكثفة والتجارب الميدانية التي أجرتها الفرق الزراعية أثبتت أن القطن يمكن أن ينمو ويُنتج بجودة عالية حتى في البيئة الصحراوية القاسية، وذلك بفضل الإعتماد على تقنيات الري الحديث التي توفر المياه بكفاءة، والتسميد الملائم الذي يمد التربة بالعناصر الغذائية اللازمة للنبات.
حصاد النجاح بعد أشهر من العمل
هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة عمل دؤوب وجهود متواصلة استمرت لعدة أشهر، و بدأت التجربة بزراعة تراكيب وراثية متنوعة من القطن، بهدف اختيار الأنسب لظروف البيئة الصحراوية في جنوب سيناء.
خلال فترة النمو، جرت متابعة دقيقة لكل مراحل الزراعة، من الري المنتظم باستخدام أحدث تقنيات الترشيد، والتسميد المدروس لتغذية النبات، إلى مكافحة الآفات لضمان سلامة المحصول.
وبفضل المناخ الدافئ والمشمس الذي تتميز به محافظة جنوب سيناء، تم حصاد المحصول في 127 يومًا فقط من الزراعة، في وقت قياسي يثبت أن الصحراء يمكن أن تتحول إلى أرض خصبة بالإدارة العلمية الصحيحة.
جودة قطن ممتازة عالمية
القطن الذي أنتجته صحراء جنوب سيناء تتميز بجودة عالية تجعله صالحًا تمامًا لاستخدامه في صناعة الغزل والنسيج، بالإضافة إلى استخلاص الزيوت عالية النقاء.
هذا النجاح لا يقتصر على كونه إنجازًا زراعيًا فقط، بل يمثل فرصة ذهبية للمزارعين بالمحافظة لفتح مجالات جديدة للإنتاج، ويعزز من خطط التوسع الزراعي في المناطق الصحراوية، مما يضع جنوب سيناء على خريطة الإنتاج الزراعي المتميز في مصر.
